تنمية مهارات حل المشكلات عند الأطفال في خمس خطوات

تنمية مهارات حل المشكلات عند الأطفال في خمس خطوات

هل لاحظتِ الارتباك على وجه طفلك وهو لا يعلم لماذا لا يستطيع إدخال الحلقة الحمراء في برج الألوان، بعد أن أدخل الحلقتين الخضراء والزرقاء بسهولة؟  

أمامك خياران: الأول هو الإسراع نحو طفلك لمساعدته في حل المشكلة، ووضع  الحلقات الملونة في أماكنها.

والثاني هو تركه يرفع حلقة ويضع أخرى، ويخفق مرة تلو الأخرى من وجهة نظرك. 

مهارته حسب اختيارك 

نعم، اختيارك لمعالجة ارتباكه هو ما سيحدِّد مهارات صغيرك، فبالرغم من أن عمره لا يتجاوز شهورًا، فإن هذه الشهور الأولى من حياته هي التي ستحدِّد طريقة تفكيره وتعامله مع الأمور. 

إذا كان اختيارك هو الخيار الأول، فقد أضعتِ على طفلك فرصة عظيمة لينمِّي مهارتين من أهم المهارات التي سيحتاجها في حياته العملية، وهما مهارتا التفكير وحل المشكلات المتعلقتان ببعضهما. 

إسراعك نحو طفلك لحل مشكلته سيجعله شخصًا متواكلًا اعتماديًّا بمرور الوقت، فيفقد بذلك شغفه للاكتشاف، وينفد صبره بسرعة؛ لشعوره أن هناك وسيلة أسرع للنجاح، ومن هنا تقل رغبته في التفكير والمثابرة، فضلًا عن أن هذا سيؤثر تباعًا على مهاراته العضلية؛ لأنه لن يمسك بالأشياء ويحرِّكها لفترة طويلة، وأخيرًا سيفقد طفلك واحدًا من أهم المشاعر الإيجابية وهو الشعور بالإنجاز.

أما إذا كان اختيارك هو ترك طفلك يحاول، فقد وضعتِ قدمه على أول خطوة من الخطوات الخمس لتنمية مهاراته في التفكير وحل المشكلات. 

بالتأكيد سيستغرق حل المشكلة وقتًا أطول؛ فطفلك لم يواجه هذا الموقف الغريب من قبل. لا بدَّ وأن هناك خطأ صناعيًّا في برج الألوان.. ربما هذا ما يدور في باله، لكنه لن يتوقف عن المحاولة، حتى وإن كانت محاولاته في أول الأمر عشوائية، وسيأخذ الأمر معه منحًى علميًّا في القريب العاجل.

ما زال صغيرًا 

أليس هذا ما تقولينه لنفسك دومًا؟! وفعلًا، مع تكرارك لهذه الجملة، سترين طفلك صغيرًا مهما كبر، ولكنه في الحقيقة يمتلك قدرات عقلية تحتاج فقط لتمرين وتنمية مثل قدراته الجسدية تمامًا، فقد كشفت الدراسات العلمية عن أهمية تشجيع الطفل على اللعب المستقل، وغمس الطفل في عملية الاستكشاف، فقبل أن تفكري في مساعدة طفلك بحل مشكلته بدلًا منه، ما رأيك في أن تساعديه بطريقة أخرى؟

تفضل حبيبي هذه التوليفة من المفردات!

من أكثر الطرق تأثيرًا وتحفيزًا للطفل على البحث عن حل مشكلته بنفسه، تقديم المساعدة على هيئة مفردات، فهناك مجموعة من مفردات التفكير التي تنشط ذهن طفلك وتحفِّز إدراكه أو تقوِّي الـmeta cognition عنده. فمثلًا، انظري للحلقة العالقة في يد طفلك واسأليه: ما لون هذه الحلقة يا تُرى؟ هل هي كبيرة أم صغيرة؟ هل الحلقة الزرقاء أكبر أم أصغر؟ هذا النوع من الأسئلة التحفيزية يزيد قدرته على التفكير المنطقي، وبعد أن تسأليه، اتركيه يعاود المحاولة. 

وحين يكبر طفلك، استبدلي هذه التوليفة من المفردات بأخرى أكثر ملائمة لما يقوم بتعلمه الآن، ففك شفرة الأمور وحل المشكلات، مهارة  تتطور مع الطفل بتطور قدراته والمشاكل التي تواجهه، فبالتأكيد طفلك الذي يبلغ شهورًا يحتاج مفردات تفكير مختلفة عن طفلك ذي الست سنوات الذي يحتاج أفعالًا عقلية أو إدراكية.  

ففي دراسة تم إجراؤها على أطفال في هذا العمر، كان التركيز على تقديم مجموعة من الأفعال العقلية أو الإدراكية (mental verbs)، والتي تستغرق عمليات منطقية أكثر تعقيدًا من كلمات التفكير في الحجم واللون والشكل والسبب والمسبِّب.  

في هذه الدراسة تم تقديم قصة للأطفال عن سنجاب رمادي حزين ضاعت منه حبة البندق، وسنجاب بني خبأها منه في مزهرية، وقام الأطفال بتفسير القصة بمساعدة الأفعال العقلية التي زادت من مداركهم، فلم يحكوا القصة كسرد مجرد للأحداث، بل حكوها من خلال فهمهم، وشرحوا الأحداث من منطلق كلمات تفسيرية لم تكن مكتوبة في القصة، ووصل بعضهم لتفسير دوافع السنجاب البني التي جعلته يخبِّئ حبة البندق كأنه يداعب السنجاب الرمادي مثلًا، وأثبت هذا أن الأطفال لهم قدرات غير محدودة في التفكير.

تُقدم هذه التوليفة من المفردات أو الأفعال للأطفال بعد أن يجيدوا التعبير عن أنفسهم من خلال الكلمات اليومية الحياتية، فهي تسهل على الأطفال تحليل وتفسير المواقف المختلفة.

 

من مفردات التفكير لأفعال الإدراك 

كان الطريق طويلًا حتى تطورت مهارات صغيرك، ولكن هل أدركتِ أنه ليتحول من مفكر صغير إلى مستخدم لأفعال الإدراك مر بمراحل كثيرة، فلم يكن لعبه واكتشافه العالم عبثًا أبدًا، وقد أصبتِ الاختيار عندما أعطيتِ طفلك الفرصة ليمر بكل خطوات الخمسة "ح". 

ما هي الخمسة "ح"؟ وأين كنت حين مر بها طفلي؟

ليست خطوات المشي الأولى فقط هي الخطوات التي يخطوها طفلك في هذا العالم، إنما هي فقط الخطوات الجسدية التي يخطوها، أما خطواته العقلية فهي معقدة وغير مرئية بشكل واضح، وهنا سنوضح لك هذه الخطوات؛ لتلاحظيها وتشاركي طفلك لحظات سعادته بفك شفرات الأشياء أو حل مشاكلها. 

أول خطوة من خطوات اكتساب حل المشكلات عند طفلك هي الـ"ح" رقم واحد.

الـ"ح" رقم واحد ترمز لكلمة "حدد"، فأول خيط من خيوط الصوف المتشابكة، والتي سيحتاج طفلك لتفكيكها هي تحديد المشكلة. راقبي صغيرك وهو يلعب، وهل تذكرين برج الألوان، والحلقة العالقة التي لا تدخل البرج أبدًا؟ بعد محاولات كثيرة وببعض أسئلتك، ترين نجمين قد لمعا في عيني طفلك، وقد أدرك أين هي المشكلة؛ فيقوم بإزاحة الحلقة الخاطئة. إنها هذه اللحظة التي استطاع فيها أن يضع يده على أصل المشكلة، ومن ثم تبدأ الـ"ح" رقم اثنين. 

الـ"ح" رقم اثنين هي "حل"، ولكن هل يأتي الحل هكذا بكل بساطة بعد تحديد المشكلة؟! بالطبع لا، ولكن لا تنسَي أن طفلك لم يمضِ وقتًا قصيرًا في تحديد المشكلة، ولكنه في هذا الوقت كان في رأسه يفكر في أكثر من حل.  وهنا ستظهر هذه الحلول. سيفاجئك طفلك أنه سيخترع حلًّا تلو الآخر، لدرجة أنه قد يصل إلى خمسة حلول مقترحة لنفس المشكلة، حتى إنه قد يلعب لعبة التظاهر ليستعين بها في حل مشكلته. 

هذا يعني أنه إذا أمسك غطاء زجاجة بلاستيكية، وتظاهر أنه مغناطيس يلصق به الأشياء المعدنية، فتأكدي أنه يمر بمرحلة نضج فكري جديدة، وأنه بدأ يعي أكثر ما يفكر فيه، فهو يعلم جيدًا أن ما معه هو غطاء زجاجة صغير، ولكنه يطور حلًّا لمشكلته عن طريق التظاهر والافتراض. هذه هي الصلة التي يربط بها الطفل بين مهارتي التفكير وحل المشكلات، وما يفعله طفلك من تصور سيناريو افتراضي، هو بداية التفكير المتباين، أو بمعنى أصح التفكير خارج الصندوق. (divergent thinking)

أما عن الـ"ح" رقم ثلاثة، أو الخطوة الثالثة في تنمية مهارات الطفل في حل المشكلات، فهي "حلّل"، حيث سيبدأ طفلك بتحليل كل حل من الحلول التي اقترحها للمشكلة، فإذا كانت المشكلة التي يواجهها بسبب شخص ما، فتأكدي أنه عند سن الثالثة سيبدأ طفلك بتحليل أفكار الشخص، ويعي أن له فكرًا مختلفًا عن فكره. وإذا قرأتِ له قصة، سيحلل طفلك عالم القصة، وإذا سألتِهِ سؤالًا عن إحدى شخصياتها، ستكون إجابته من خلال عالم القصة، وليس من خلال العالم الحقيقي، فإذا كان التمساح صديقًا للكنغر في قصة، فهذا ما سيراه طفلك ويحلل الأحداث من خلاله. 

 

سيؤدي هذا لاكتساب الـ"ح" الرابعة "حول"، وهي مهارة التحويل التي يقوم بها الطفل بعد تحليله للمشكلة، وتحويل الحلول لخيارات، حيث يقرر طفلك أن الحلول التي قدمها بعد دراسة وتحليل، بينها حل مناسب لمشكلته التي يريد حلها. وحتى يصل لهذا القرار، يكون الطفل قد فكر بطريقة البدائل المغايرة للواقع، أو الـ(counterfactual reasoning)، وهي طريقة افتراضية أخرى للتفكير، ولكنها بالأساس تعتمد على سؤال: ماذا لو..؟

ثم يصل الطفل أخيرًا لـ"ح" رقم خمسة "حاول"، وهي الخطوة الأخيرة في خطواته نحو حل المشكلة، حيث يجرِّب الطفل الحل الذي رآه مناسبًا بعد اقتراح الحلول وتحليلها وتحويلها، ومن هنا يشعر الطفل بإنجازه المهم الذي يؤهله لحل مشكلات أكثر تعقيدًا. 

هل هذا كل شيء؟ هل يستطيع طفلي حل كل مشاكله بالخمسة "ح"؟

الخمسة "ح" هي الخطوات الأولى لطفلك في تنمية مهارة حل المشكلات، والتي ساعدته في نموه، ويكون تطويرها بعدم التدخل السلبي بحل المشكلة بطريقتك، ومن ثم تكونين قد فتحتِ له الطريق لتطوير مهاراته في حل المشكلات كلما زادت تعقيدًا، وتنمو مهارات حل المشكلات وتتطور مع الطفل تدريجيًّا.

 

حلول على طريقة "من أين أذنك يا جحا"؟

كنت تتمنين أن يحل طفلك المشكلة بطريقتك، فمن وجهة نظرك الطريقة التي اختارها طفلك هي نفس طريقة جحا عندما طلبوا منه أن يمسك بأذنه اليسرى، فبدلًا من أن يمسكها بيده اليسرى، مد يده اليمنى وأمسك أذنه اليسرى بها! 

فعلًا، قد لا تكون الحلول التي يخرج بها طفلك هي التي فكرتِ فيها، ولكنه فكر وحلل، فكل مشكلة ولها حلّال، وليس من المهم أبدًا أن يكون حلك هو الأفضل بعد أن اتّبع طفلك خطوات حل المشكلة الخمس. 

هذا ما فعلته بطلة قصة "شتلة" الأورانجوتان التي تواجه مشكلة من نوع خاص، وهي عدم استطاعتها الحصول على قبعتها السنوية، ومن هنا بدأت خطواتها العملية بالفعل، فشتلة حتمًا حددت مشكلتها وحلَّلتها، ووضعت البدائل لها، لدرجة أنها وجدت قبعة بالفعل استخدمتها كسلة طوال القصة، فهي لم تنتبه إلى أن سلتها هي قبعة عيد ميلاد، وخرجت بحل ناتج عن التفكير المتباين، وصمّمت بتفكيرها مع أصدقائها قبعة من نوع خاص جدًّا. 

لهذا النوع من الحلول فرحة خاصة؛ حيث إنه حل مركب مرت به شتلة بمراحل تفكير وحدها ومع أصحابها، وأيًا ما كان الحل، فالخروج بحلول  للمشكلات لا نهاية له أبدًا، سواء كان الحل خارج الصندوق أو في الصندوق نفسه. 

وفي القصة الغنائية "في الصندوق هدية" حلول حزّوراتها الأربعة كلها داخل صندوق صغير به لعبة مخبّأة، حيث يفكر الطفل من خلال كلمات الأغنية ولمس اللعبة ليصل إلى الحل. وتعتمد الأغنية على تنمية مهارات التفكير المنطقي لدى الطفل، فإذا كانت الحزّورة عن لعبة محشوة وطرية لها شعرات بنية، وحول عنقها رابطة، لن يستنتج الطفل أنها كرة؛ فالكلمات تحث الطفل على تنمية مهارات تفكيره عندما يفكر في الصفات التي تقترحها كل حزّورة، وقد تكون اللعبة التي يحتاج الطفل أن يفكر فيها موضوعة في صندوق، وباستخدام حاسة اللمس يعرف أن الحل داخل الصندوق وليس خارجه. 

من داخل الصندوق إلى داخل الدائرة 

هل يضع طفلك نفسه أحيانًا في مشكلة وهمية نتجت عن فهمه الخاطئ للوضع أحيانًا مثلما فعلت نملة الكتاب بنفسها، عندما خافت من الخط الذي رسمه لها القلم؟ لم تكن النملة تعي أنها في مشكلة وهمية نتجت عن فزعها من الخط الذي رسمه القلم حولها. 

استخدمت النملة المهارة الأولى من الخمسة "ح" وهي تحديد المشكلة، وببساطة فإن الخط الذي رسمه القلم كان مجرد خط وليس جدارًا، ومن ثم استطاعت رؤية الحل بوضوح شديد، وخرجت من دائرتها المغلقة. 

 

ينطلق طفلك بمجموعة من الحلول الإبداعية، ويخرج للتوّ من الدائرة الوهمية التي كان قد رسم حدودها لنفسه، وهذا بالضبط ما فعلته القفّازات في  قصة "هكذا تصبح قفّازاتي"، حيث اعتبرت القفّازات أن الدُّرج الذي وضعت فيه بعد انتهاء الشتاء مجرد خط، وقررت أن تقفز من هذا الصندوق أو الدُّرج، والتفكير في أدوار مختلفة لها في كل فصل من الفصول. فكرت القفّازات تفكيرًا إبداعيًّا، فأصبحت طاووسًا أو سلطعونًا حسب الفصل المناسب من فصول السنة. والمدهش حقًّا أن طفلك يستمتع بمرافقة القفّازات خلال رحلتها الإبداعية، وينمو إبداعه في حل المشكلات مع رحلة القفازات. 

وهنا يأتي مفهوم وعي الطفل بأن الفيل والطاووس والسلطعون ليسوا قفّازات، ولكنه أيضًا يعلم أننا أحيانًا نحتاج أن نرى بعض الأشياء من وجهة نظر أخرى، وهذا ما يميز الطفل عن  دلتا التي تسجل لنا في يومياتها مشكلة عصاها السحرية، أو مشكلة آخر سلالة من الديناصورات التي تعيش معها في نفس البيت. 

 

عندما كانت دلتا ترى المكنسة الكهربائية كديناصور، لم تكن تعي حقيقته، فهي لا تمتلك القدرات العقلية التي تساعدها في التفكير عن طريق التظاهر أو الافتراض مثل الأطفال، فالخط الفاصل في مهارة حل المشكلات هو أن الطفل إذا أمسك مكنسة وأطلق عليها اسم ديناصور، فهو يفعل ذلك واعيًا وله أسبابه.

 

ماذا لو كانت مشكلة طفلك مع إخوته أو زملائه؟ 

لكِ كل الحق في طرح هذا السؤال؛ فما اكتسبه طفلك قبل مرحلة دخول المدرسة، أو قبل وجود إخوة له وهو يلعب وحده، اسمه التفكير الإبداعي أو المتباين، والذي سيتطور معه بالفعل كلما واجه موقفًا جديدًا. 

وعند دخوله الحضانة أو المدرسة، أو اختلاطه الاجتماعي معك أو مع باقي أفراد الأسرة، يُنمِّي طفلك مهارة التفكير الاستنباطي، والذي يتطور من خلال معرفته بمصطلحات "فكر، احزر، تذكر"، وغيرها من مفردات التفكير.

وفي هذه المرحلة يكون الطفل على وعي تام بأن من يتعامل معه قد لا يشاركه نفس الآراء والمعتقدات، ومع الوقت يكتسب طفلك مهارة الحوار والتفاوض، مثلما حدث مع ملك وكريم في قصة "رحلة اختيار فانوس"، فقد حدثت المشكلة عندما أصر كريم على شراء فانوس كبير، أما ملك فقد كان لها رأي آخر، واقترحت شراء فوانيس أكثر وأصغر. وبرعت الأم في التدخل الإيجابي بين الأخ والأخت، عندما اقترحت عليهما أن يتفقا بعد النقاش، ومن هنا بدأت ملك وكريم في طرح مميزات أفكارهما حتى اقتنع كريم بفكرة ملك بعد النقاش معها ومع صديقه، حول عيوب ومميزات الفانوس الكبير. 

تتطور مهارات التفكير وحل المشكلات باختلاف المواقف التي يتعرض لها الطفل، ومن خلال القصص التي يقرؤها. وفي دراسة بعنوان "مهارات التفكير في الطفولة المبكرة"، تركزت تجارب الباحثين على قراءة القصص للأطفال في المدرسة، وحثِّهم على استنباط الاستنتاجات من عالم القصة نفسه، وكانت النتائج مذهلة. 

أيًّا ما كانت الوسيلة التي سينمِّي بها طفلك مهارات حل المشكلات لديه، فقط أطلقي له العنان، ودعيه ينطلق وستصيبك النتائج بالذهول. 

أقرأ أيضا