القراءة للأطفال مهمة جدًّا، ويفضل أن تبدأ منذ الصغر؛ لما لها من أهمية وتأثير كبيرين على شخصية الطفل وزيادة مهاراته اللغوية.
ومن أهم أنواع القراءة حدوتة قبل النوم، والكثير من الأمهات يتساءلن: ما هي أهمية حدوتة قبل النوم؟ وما هو العمر المناسب لقراءة قصص الأطفال قبل النوم؟ وهل تؤثر فعلًا على عملية النوم وتسهِّلها أم لا؟
ونظرًا لخبرتنا الواسعة في مجال كتابة قصص الأطفال الهادفة، فقد قررنا مشاركتكِ الإجابات عن تلك الأسئلة، وترشيح قصص تناسب حدوتة قبل النوم، وتضيف الكثير لمهارات طفلك؛ سواء اللغوية أو الحركية أو الاجتماعية.
أولًا: ما هو العمر المناسب لحدوتة قبل النوم؟
قد يندهش البعض حين يجدونك تتواصلين مع المكتبات وتأتين برفٍّ صغير لتضعي به كتب رضيعك، وستجدين من يسألك باستغراب: لماذا الاستعجال؟! انتظري قليلًا.
المتعارف عليه بين الأمهات أن العمر المناسب لحدوتة قبل النوم يكون بداية من ٣ سنوات. وهنا تأتي المفاجأة، حيث إن هناك تباينًا بين ما هو متعارف عليه وبين ما كشفته الدراسات العلمية، فقد أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالبدء في القراءة للطفل من أول يوم بعد الولادة؛ لأن ذلك يزيد من تطور الذهن والمشاعر لدى الرضيع.
والقراءة للأطفال منذ الولادة تحفِّزهم لاكتشاف حواسّهم وتنميتها، فعلى الرغم من عدم فهم الطفل الكثير من الكلمات، فإنها تعمل على تشغيل جميع حواسّ الطفل وتنميتها، لذلك فالأطفال الذين تتم القراءة لهم منذ الصغر يحدث لهم تطور عقلي سريع.
ثانيًا: حدوتة قبل النوم للتسلية أم الفائدة؟
هناك فوائد كثيرة لحدوتة قبل النوم؛ فهي تؤثر على طفلكِ من عدة جوانب عاطفية وأخلاقية وتعليمية، كما تؤثر بشكل كبير على التطور والنمو العقلي لطفلك، لذلك دعينا نشرحها لك واحدة تلو الأخرى؛ حتى تتعرَّفي على مدى أهميتها لطفلك، ممّا يحمِّسك للبدء في قراءة حدوتة قبل النوم له:
١- بناء وزيادة حصيلة لغوية كبيرة عند الطفل، خصوصًا إذا بدأتِ القراءة له منذ عامه الأول، فذلك يبني قاعدة لغوية كبيرة عند طفلك، حيث يتعرَّف على كثير من الكلمات ومرادفاتها، ممَّا يجعل الطفل متحدثًا لبقًا ويجيد التعبير عن نفسه ومشاعره.
٢- بناء علاقة مبنية على الحب والتواصل وفتح مجال للحوار بينك وبين طفلك؛ مما يجعل علاقتكما وطيدة عميقة ومليئة بالمشاعر الجميلة، والترابط والتفاهم المتبادل، فتقل بذلك المشاحنات فيما بينكما عند وصول طفلك لسن المراهقة، لأنكما تحدّثتما في كثير من الأشياء، ويستطيع كل منكما الإنصات للآخر وتبادل الرأي بطريقة بسيطة.
٣- زرع الأخلاقيات والأفكار الجميلة في عقل وقلب طفلك، حيث تعتبر القصص طريقة غير مباشرة لتوجيه أطفالنا، عبر إعطائهم المعلومة والنصيحة بدون أوامر، فيمكنكِ توصيل رسالة معينة بطريقة سهلة وبسيطة.
٤- تنمية خيال طفلكِ وفتح باب للإبداع والفن، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين تمت القراءة لهم من عمر ما قبل المدرسة، تم تنشيط مناطق في عقلهم تتعامل مع الخيال والإبداع، أسرع من الأطفال الذين لم تتم القراءة لهم.
٥- يشعر الطفل بالتقدير والحب عندما يخصِّص له والداه وقتًا من يومهما للقراءة له؛ فيشعر أنه يُعامل معاملة خاصة، ويشعر بالاهتمام.
٦- تقوية مهارة السمع لدى طفلكِ، وهي مهارة حياتية يجب أن تتواجد عندنا جميعًا، ولكن نجد أن البعض ليس لديهم القدرة على الإنصات، حيث لم تتم تنمية تلك المهارة لديهم منذ الصغر، وقد يواجهون الكثير من المشاكل في حياتهم بسبب ذلك.
٧- زيادة التركيز عند الطفل، حيث يواجه الكثير من الأطفال مشكلة تشتُّت الانتباه، ومن فوائد بدء القراءة للطفل منذ صغره أنها تزيد التركيز، خاصة عند القيام بنشاط متّصل بالقصة، أو عند اختيار قصة شيقة بنهاية غير متوقعة.
٨- تنمية مهارة حل المشكلة لدى الأطفال؛ فالقصص تحتوي على كثير من المواقف والمشاكل التي تحتاج تفكيرًا جيدًا للوصول إلى حل، لذلك فحدوتة قبل النوم تنمِّي لدى طفلكِ التفكير المنطقي والوصول لحلول مناسبة.
٩- تحسين مهارة القراءة لدى طفلكِ، ممَّا ينمِّي مهارة الكتابة لديه أيضًا.
١٠- مساعدة طفلكِ على الاسترخاء، فحدوتة قبل النوم هي أفضل نهاية ليوم طفلك بعد الانشغال في الحياة اليومية، ومعها تقضيان وقتًا رائعًا للتواصل والتقارب فيما بينكما.
كيف تختارين حدوتة قبل النوم لطفلك؟
لن تحاري كثيرًا عند اختيارك قصة ما قبل النوم لطفلك، وهناك شيئان يجب عليكِ أخذهما في الاعتبار عند التفكير في اختيار قصة قبل النوم لطفلك، هما:
أولًا: اختيار الحدوتة المناسبة لعمر طفلك:
لكل فئة عمرية من الأطفال أنواع من القصص تجذبهم، لذلك جمَّعنا لكِ القصص المناسبة لأطفالك حسب الفئة العمرية:
1- قصص أطفال منذ الولادة وحتى ٣ سنوات:
في هذه الفئة العمرية الصغيرة ينجذب الأطفال أكثر للقصص المصوَّرة التي تحتوي على كلام قليل في الصفحة، وتعتمد أكثر على الشخص الحكواتي الذي بدوره يحكي القصة، فيجب عليه التعبير والتحدُّث للطفل بطريقة شيقة أو هادئه، وأن ينتقل من الهادئ للأهدأ في وصف المشاهد؛ حتى يشعر طفلك بالنّعاس. ولا تقلقي على حصيلة طفلك اللغوية، فبالرغم من أنه على وشك النوم، فإنه سيتأثر إيجابيًّا بآخر ما حكيتِه له.
كما تجذب الأطفال الرُّضع أيضًا قصص الأغاني؛ فهي مهمة جدًّا للطفل في هذا العمر، حيث تعمل على تنمية الكثير من المهارات لدى الطفل، مثل المهارة السمعية، وزيادة التركيز، حيث تساعد هذه القصص الجسم على العمل والتناغم مع العقل لزيادة التركيز، مما يزيد من حصيلة الكلمات لدى الطفل، كما أنها النوع المفضل لدى الأطفال في هذا العمر، ولكن كوني حريصة على عدم اختيار قصة حركية في وقت النوم.
لتصفح قصص الأغاني من دار عالية يمكنك الضغط هنا!
2- قصص أطفال من ٣ لـ ٥ سنوات:
يبدأ الطفل في هذا العمر تعلُّم الحروف والكلمات، ويمكنك اختيار قصص تحتوي على جمل أطول، وتحكي عن المغامرات. وننصحكِ بالاستعانة بقصة "بقعك يا ماز"، وقصة "بسيطة" التي تعالج مشكلة الأرق عند الصغار بجملة مكرّرة خفيفة هي: "النوم لذيذ، لكنه عزيز".
وهناك أيضًا كتب تفاعلية مثل قصة "أي حرف أكل الوحش؟"، حيث يكتشف الطفل معها بطريقة ممتعة الحروف ويتعلمها، والميزة في القصة أنها تصلح كقصة تفاعلية نقرؤها للطفل أثناء اليوم، أو على ضوء الكشَّاف الخافت قبل النوم، فنحن في كل الحالات نحتاج الكشَّاف لاكتشاف الحروف التي أكلها الوحش.
3- قصص أطفال من ٦ لـ ٨ سنوات:
يُفضّل في هذا العمر أن يقرأ الطفل بمفرده، كما تُفضّل القصص الطويلة أو الروايات التي تأخذ طفلك في مغامرات قد تكون في الفضاء، أو عن الديناصورات التي لم تنقرض، كما في قصة "أنا أعترض الديناصورات لم تنقرض". وفي هذا العمر يجب عليكِ التركيز على هوايات طفلك، والأشياء التي يحبها عند اختيار حدوتة قبل النوم.
ثانيًا: اختيار الحدوتة حسب اهتمامات طفلك:
تختلف هوايات كل طفل عن الآخر، فقد ينجذب بعض الأطفال لقصص الأغاني، فيما ينجذب البعض الآخر لقصص الأطفال التفاعلية، وهناك من يحب قصصًا عن الفضاء، ومن تجذبه قصص المغامرات في الصحراء، وغيرها.
لذلك، عليكِ الأخذ في الاعتبار ماذا يحب طفلك، وما هو نوع القصص التي يتفاعل معها ويطلب أن يقرأها؛ حتى تتعرَّفي على كيفية اختيار حدوتة قبل النوم لطفلك.